هِيْ : لِماذا رحِلتْ ؟!
هَوْ : انا إنسانْ ماضيَ ,
هِيْ : وَ ما ذنبيْ انا لتجعلنيْ اتألمٌ . . !
هَوْ : لإنكِ ساذجه ,
هِيْ : مِدتٌ يدها لَ الهواء لَ توجه على خده صفعة !
صِباحاً باردْ وَ لكنْ لِيس الفصلْ فصل الشتاء , بل هِوْ بارد لَ ذلك الغِيابْ ,
وَ تلكْ كَ الجثه السوداء الهِامدة مُستلقيه على الِسريرْ , تُحدث نِفسها
ايْ جنونِ هذا !
يَ إلهيْ ايُ حِزنْ هذا يَستوطننيْ !
سِقطتْ دمعه على شفاهها , نِهضتْ من ذلك السِريرْ المتبعثر
وَ كأنْ هُناك اطفالْ كانوا يَعبثوا فيه ,
خِطواتْ كَ الترانيمْ , في كِلْ خِطوه كانت تخطيها تُعاتبْ ذلك الغِيابْ . . !
تِوجهتْ إلى المِطبخْ لَ تعد لها كِوبْ قهوة سَوداءْ ,
وَضعتْ الإبريقْ على النار , وهي وقفتْ بلا حِراكٌ . . ذِهبتْ إلى عالم آخر !
هُناكْ
هِيْ : هِل تَعلمْ بمدىْ حُبي لك ؟!
هَوْ : امممم لستْ اعلم , وَ لكنْه كِفيلْ بإن يَجعلنيْ احيا فَ هو اكُسجينيْ ,
هِيْ : احِمرتْ وَجنتاها وَ إبتسمتْ له إبتسامة
هَوْ : اقِتربْ منها وَ طبعْ قبلة بريئه على وجنتها
هِيْ : هل سَوفْ تَبقىْ معي إلى ان يُفرقنا الموتُ ؟!
هَوْ : وكأن احداً صفعه على وجهه , اصبحْ ساكتاً بلا حِراكْ
هِيْ : تِنظر له ببلاهة لَ تفسر سر ذلكْ السِكوتْ . . !
تباً , نِسيتْ القهوة . . بَ حركه سريعة اخذتْ الإبريقُ لَ تنقذ ماتبقى من القهوة
سكبته بَ الكِوبْ وَ توجهتٌ لَ تستلقيْ على الأريكة
هي منظرها رثْ وَ كأنها سقطتْ من الطابقْ الَ 77 , وَ عيناها السوداءْ الجَميلة
اصِبحْ لها هالاتْ سَوداء , نظراتها تِفضحْ ذَلك الحِزنْ وَ حتىْ بَحة الصِوتْ . . !
تِرتشفْ القهوة وَ تنظر فيْ انِحاء الغِرفة وَ كأنها تريد إن تصطاد فأر ,
نِهضتْ بَسرعه وَ كأنها نسيتْ شيئاً , ركِضتْ نحو السرير وَ تناولتْ ذلك " الجَوالْ "
بِحثتْ لَ آخر رِقمْ إتصلت له ,
ضغطتْ الِزر الأخضر لربما هُناك أمل بإن تجيد مُجيب , وَ لكنْ لا مُجيب !
يُجيبها ذِلكْ السامجْ لَ يخبرها بإن الهاتفْ مُغلق ,
رِمتْ الجَوال على السرير , وَ استلقت على الِسريرْ
اصِبحتْ عيناها مُتعلقه بَ السِقفْ وَ رحِلتْ لَ عالم آخر . . !
هُناك
هَوْ : يَ سِيدتيْ , هِلْ تقبلي هِذه الِرقصه على تِراتيلْ الحُب ؟!
هِيْ : وَ بصوتْ بالكاد إن يُسمع , وَ هل عِندكْ شك =$
هَوْ : مِسكْ يدها النِاعمة وَ خطوا الِخطواتْ الأولى لَ الرقصه , صِوتْ قطع تِلكْ التراتيلٌ
احبكِ يَ منْ احييتيْ قِلبيٌ وَ جَسديْ ,
هِيْ : وَ حُبي لكَ مِوشومْ على قِلبيْ وَ كلْ جَزء مِنْ جَسديْ
انِتهتْ الِرقصة ,
اسِتيقظتْ من ذِلك العالمْ لَ تبدأ بَ البكاء , ذِلك البكاء كَ الأطِفالْ
تباً لك , لماذا رحِلتْ وَ اختفيتْ لَ تتركْ لي هذه الِجروحْ وَ الذكرياتْ ,
وَ ذلكْ الحِزنْ الذي عِبثٌ بَ ملامحيْ وَ جَسديْ . . لِستْ سوى أحمق
يَ لغبائيْ كِيفْ احببتك وَ عهدتْ لك قِلبيُ , لا سببْ يَجعلك تِرحلْ يَ انتٌ !
هُناك
الِيومْ كان موعداً لَ اللقاء وَ هيْ سِعيدة جداً لَ ذلكْ
هَوْ كان يَستعدْ لَ الرحِيلٌ , حِزمْ حقائبه وَ دونْ تِوديعٌ رِحل
هِيْ اصِبحتْ تَنتظر وَ تنتظر لَ ترى ملامحْ وجه ذِلك الرجلْ
هَوْ اصبح بداخلُ المِطارْ إستعداداً لَ الهِروبْ . . !
هِيْ اصبحتٌ تِشعر بَ الخِوفْ لَ تأخره , تِناولت " الجَوالْ " لَ تتصل عليه , وَ لكنْ يُجيبها ذِلك البائس
هَوْ اصِبحْ مُستلقي على الكِرسيْ وَ متأمل لَ النافذه , وَ السماء وَ الغيومْ تُعانق الطائره وَ نسي بإن هُناك إنسانه نسيها وَ تخلف عِنْ اللقاء
هِيْ اصِبحتْ تِركض فيٌ الشارع حِافية القدمينْ تبحثْ عِنه , وَ المطر يَنهمرْ لَ يواسيها
هَوْ اصِبحْ هاربٌ كَ الفأر
هِيْ اصبحتْ تَعيشْ الإنتظار وَ تطئمنْ قِلبها بإنه سيعود , وَ لكنْ هُناك جزء غِير مُستوعب لَ ذلك الغِيابْ المُفاجىء
هَوْ نسي الأمر تماماً وَ كأن شيئاً لم يكنْ
هِيْ عِزمتْ على الِرحيلْ ايضاً وَ تركْ ماخِلفها , لربما شيئاً اشبه إلى الإنكسار
انا تِوقفتْ عن الكتابة وَ حبك الأحداثْ لإنهمْ جَميعهمْ مِنافقونْ . . !
لَ ارواحكمْ الطاهرة